شهد تاريخ الإعلان العديد من المعالم الرئيسية، والتي يُعتقد أن بدايته تعود إلى المنحوتات الفولاذية التي صنعها المصريون القدماء، ومثل أي شيء طبيعي، كان على الإعلانات أن تتكيف باستمرار وتتغير لتلائم الوسائط الجديدة والجمهور متزايد الذكاء.
وفي العصر الحديث، أحدث الإنترنت ثورة في مجال الإعلان بأكثر الطرق إذهالًا. فهو لم يغير طريقة بث الإعلانات فحسب، ولكنه غير طريقة تعامل المستهلكين معها.
المرحلة الأولى: الدعاية التقليدية
دعنا نعيد الأمور إلى ما قبل أيام الإنترنت، الأيام التي كان يتم فيها الإعلان عن طريق الإعلانات الدعائية على الراديو وأجهزة التلفزيون القديمة واللوحات الإعلانية. كان هذا هو العصر الذهبي للإعلان، عندما كانت حركة الدعاية بأكملها تُعتبر جزءًا كبيرًا من المجتمع.
ظهر أول إعلان تلفزيوني على الشاشات في عام 1941 في أمريكا، وقد كان إعلانًا موجزًا لساعات “بولوفا”، وتم عرضه قبل بدء مباراة لكرة القدم الأمريكية.
بحلول السبعينات، أصبحت الإعلانات جزءًا قويًا من المجتمع، فقد تم بناء الشخصيات وربطها بالمنتجات لخلق ما يشبه العلاقة بين المشاهدين والعلامات التجارية – على الرغم من أن فكرة الاتصال بالمستهلك لم تصبح أولوية حتى وقت لاحق -وفي هذه المرحلة تم جلب الوجوه الشهيرة لبيع كل شيء.
على الرغم من اختلاف الشخصيات والاختلاف الكبير في اختيار المنتجات التي بدأت في الظهور، كان للإعلانات في هذا الوقت هدف واحد، وهو البيع. كانت هذه الشخصيات محورية في الإعلانات ولعبت دورًا رئيسيًا في خلق ثقافة إعلانية للمستهلكين، لكن المنتج كان دائمًا في المقدمة.
المرحلة الثانية: التركيز على المشكلة
اليوم ، شهد التحول في عالم الإعلان ظهور دوافع أخرى، عندما تعلق الأمر بالإعلانات التجارية. بدلاً من اتباع عقلية البيع ركزت الإعلانات على بناء المجتمع والوعي بالعلامة التجارية.
لم يعد المنتج هو المحور، بل حل مشكلة المستهلك هو الهدف الرئيسي من الإعلان، ثم يأتي المنتج لتقديم هذا الحل.
أصبحت فكرة التركيز على حل مشاكل المستهلك – مثل إعلانات الأدوات اليدوية المنزلية – هي الفكرة السائدة في عالم الإعلان. وقد ظهر هذا الإتجاه عندما بدأت العلامات التجارية في العمل بجهد لاكتساب ثقة المستهلكين، لذلك فإن الإعلان أصبح له نوع من الفكر!
المرحلة الثالثة: تعزيز ثقة المستهلكين
جيل الألفية هم التركيبة السكانية في الوقت الحالي، لكنهم أيضًا الأكثر تشككًا عندما يتعلق الأمر بالإعلانات. تُظهر أحد الدراسات التي أجرتها فوربس أنهم انتقائيين للغاية عندما يتعلق الأمر بالإعلانات التي يستمعون إليها.
والنتائج أن 33٪ ممن شملهم الاستطلاع تصفحوا المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي قبل شراء المنتجات للحصول على فكرة أكثر عن أحد المنتجات ومعرفة التقييمات الواقعية بعيداً عن أقنعة الإعلان.
وبهذا أصبح يتعين على العلامات التجارية حرفيًا إثبات نفسها قبل أن يفكر المستهلكون في الشراء منها. وفي محاولة لبناء الثقة وجذب المستهلكين إلى جانبهم، توجهت العلامات التجارية إلى التعاون مع الأشخاص الذين يرغبون في الشراء منهم. بشكل أساسي، أصبح المستهلكون جزءًا من الإعلان، وليس مجرد متفرجين.
تركز العلامات التجارية هذه الفترة بشكل أكبر على إنشاء مجتمع، وجذب المستهلكين للمساعدة في بيع منتجاتهم. على سبيل المثال، هناك علامات تجارية مشهورة تضخ بانتظام محتوى من إنشاء المستخدمين من عملائها. بدلاً من إنشاء إعلانات يدفعوا فيها جمل مثل “اشتري الآن”.
لماذا؟ لأن الناس يثقون في الأشخاص الآخرين أكثر مما يثقون في العلامات التجارية. ونظرًا لأن العلامات التجارية أصبحت تدرك هذا الأمر، فإنها تحول تركيزها من المشترين لمرة واحدة، إلى إنشاء متابعين مخلصين.
لماذا؟ لأن المتابع المخلص يبيع المنتجات كلها بنفسه، وقد أضحى الأمر من أفضل أدوات الإعلان التي يمكن أن تمتلكها الشركة.
- أولاً، تخلق تلك الطريقة جمهورًا مخلصًا؛ لأن هدفهم الأساسي هو التأكد من أن عملائهم سعداء، وليس بيع المزيد من المنتجات.
- ثانيًا، تبني الثقة.
ببساطة، المحتوى الذي ينشئه المستهلك، أصبح أكثر الطرق الناجحة التي تتبعها الشركات للإعلان، ولا بأس بخلط بعض الاستراتيجيات لصنع نموذج إعلاني متكامل يلبي جميع الجوانب، فالعالم يتطور، وسلوك المستهلكين في تغير دائم ويستدعي التطور الدائم في طرق الإعلانات.