إن اجتذاب المستثمرين للمشاريع الناشئة والصغيرة هو أمرٌ في غاية الصعوبة حتماً ، وكثيراً ما يشير أصحاب المشاريع الوليدة أن أكبر مشكلة تواجههم في بداياتهم هي الحصول على رأس مال للمتابعة. إذ يعد هاجس التمويل و الدعم من أكبر العوائق لنمو وتنمية المشروع.
قام فريق من أهم المستثمرين من حول العالم في حدث تليكوم العالمي في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية لعام ٢٠١٧ بطرح أهم النقاط التي تجذب المستثمرين للمشاريع الصغيرة وما الذي يبحث عنه المستثمرون في الغالب، وكيف يمكن كسب ثقتهم. سوف نعرض في هذه المدونة لأهم هذه النقاط:
اولاً: تأكَّد من متانة نموذج الأعمال المُقَدَّم
عليك أن تُخبِر المستثمر كيف تنوي الحصول على المال و كيف تخطط لتوظيفه. الأمر يتعلّق بنموذج الأعمال الذي تقدِّمه أكثر من التقنيات التي تمتلكها.
لا تجعل كل اهتمامك مصبوباً على الإيرادات بدلاً من الربح. هذا لن يسيل له لعاب المستثمر أبداً، بل إنه كما يهتم المستثمر بخطتك للنجاح يهمه أيضاً معرفة متى يمكنك الانسحاب ، وما الخسائر التي قد يتحملها كلاكمأ وما مقدار المخاطرة المُقبِل عليها. قد يبدو ذلك مخيفاً للمستثمر، لكن كلما كنت صريحاً معه بخصوص خطتك، كان ذلك ادعى لاكتساب ثقته.
ثانياً: التركيز أكثر على احتياجات العميل
قد تظن أنه من المهم التركيز على تحسين جودة المنتجات التي تقدمها بغض النظر إذا كانت تتفق مع احتياجات العميل أم لا.. وهذا خاطئ!
فالأهم من ذلك هو مطابقة المنتج لاحتياجات السوق أولاً مع وضع رأي العميل بالاعتبار و التأكد من احتياجه للمنتج الذي تقدمه و أنه سيختارك أنت دون ذويك من المنافسين للشراء منك. الأمر الذي سيشكل نقطة قوة لسمعتك و يمهد الطريق للمستثمرين تجاه مشروعك الناشيء.
ثالثاً: بناء فريق عمل جيد ومتماسك
أكَّد المستثمرون على أهمية وجود فريق داعم يمثل نظاماً داخلياً متلاحماً للمشروع، يمتلك المهارات في القانون والتسويق و التمويل وغيرها من المجالات، و ألا يقتصر تركيز الفريق على المنتج فحسب.
عليك أن تعلم أن المشروع لا يقوم على فردٍ واحد مثل مدير المشروع أو صاحب الفكرة أو المموِّل، الجميع في قاربٍ واحد و الجميع يمثلون دعائم نهوض المشروع. وكلما كانت الأجواء ملائمة لبيئة العمل كان الإنتاج أكبر وأكثر كفاءة.
رابعاً: لا تتجاهل الأوضاع الحكومية والروتين
الروتين والإجراءات و التعقيدات الحكومية تمثل شبحاً لمعظم المستثمرين، حيث أوضحت المجموعة أنهم يلاقون صعوبة في التعامل مع بعض الحكومات حيال الاستثمار في المشروعات الناشئة، و احياناً قد لا يجدي الاستثمار في تلك البلدان. لذلك يجب عليك تقديم ما يثبت وجود التسهيلات النظامية اللازمة والتي تطمئن المستثمر بأنه لا يلقي بذوراً في أرضٍ مقفرة.
قد يكون من الصعب اختيار بلد معين لتبدأ فيه مشروعك الصغير، لكن على الأقل قم بالإجراءات النظامية اللازمة التي تمهد للمستثمر خوض المغامرة معك.
خامساً: اختر المستثمر الصحيح
لا تقبل المال المقدَّم إليك بسهولة، تأكد أولاً أن هذا المستثمر يدعم أهدافك وأحلامك ويقف إلى جانب فلسفتك الخاصة!
قارن بين شركات الاستثمار واختر أيضاً الشركة التي تحفظ لك حقوق ملكيتك للمشروع. فبعص المستثمرين الجشعين ينصِّبون أنفسهم أصحاباً للمشاريع أو حتى يضعون بنداً بالعقد بتنازلك عن ملكية المشروع لهم لمجرد وضع أموالهم فيه، فلولاهم لتوقفت السفن عن الإبحار!
هذه النوعية لا تقدم على برم عقدٍ معهم لمجرد إمداد مشروعك الصغير، فملكية أفكارك وتعبك أهم من التمويل في النهاية.