لا يخلو أي مجال عمل من التنافس، هذه هي طبيعة الأسواق؛ لذلك يتعين على أصحاب المشروعات تعلم كيف يمكن التعامل مع مثل هذه الأمور. يمكن للتنافس، إذا كان تنافسًا شريفًا تؤطره أخلاقيات العمل، أن يعمل كقوة دافعة ومحفزة على الاستمرار والإبداع. وعلى الجانب الآخر، يمكن للمنافسات غير الصحية أن تتسبب في شعور المرء بالضغط، الغيرة، القلق، والإحباط العميق.
يقدم لك فريق علامة في هذه المدونة حزمة من الآليات التي تمكنك من خلق بيئة صحية و ناجحة مع منافسيك.
تعامل بلباقة
في مجال الأعمال لا يمكنك ضمان النجاح، عليك فقط أن تتولى مسئولية مشاعرك الداخلية. هذا ما تستطيع أن تضمنه، ولا تتفه من أمر مشاعرك الداخلية؛ فهي التي تقودك خلال مسيرتك وهي التي تتحكم في دوافعك، فإذا كانت مشاعرك تجاه الآخرين الغضب لن تتوانى عن استعمال أسوء أساليب التنافس، والعكس صحيح.
حاول التركيز على إظهار جوانبك الجيدة بلا تكلف، كن دائمًا فخورًا بما يقدمه الآخرون ولا تقلل من شأنهم، بغض النظر عمن يكون على القمة. إذا أمكننا تشبيه المنافسة بلعبة فكن أنت اللاعب ذا الروح الرياضية الذي يحتفل بقضاء وقت ممتع مع الآخرين، افعل ذلك سواء ربحت أو خسرت. لا يمكنك أن تشعر بالرضا التام عن نفسك إذا لم تكن تتبع القواعد في منافسة الآخرين، ولا تكن الخاسر الغاضب، الذي يدمر نفسه ويبخس الآخرين حقوقهم في حالة لم يكن هو صاحب المبيعات الأعلى والعملاء الأكثر.
تعاطف مع منافسيك
إذا شعرت بأنك تمر بضغط عمل، فكر لحظة وتذكر أن الآخرين يمرون بظروف صعبة مثلك تمامًا، وربما أكثر. حين تعتاد على رؤية العالم عبر عيون الآخرين وطرح رؤيتك جانبًا لبعض الوقت، يصبح سلوكك أفضل أثناء المنافسة. إذا كنت تشعر بحاجة شديدة إلى المال تدفعك للعمل بجد، تذكر أن منافسك لديه نفس الدافع.
لتدريب عقلك على التفكير من منظور الآخرين، اسأل نفسك قبل كل خطوة تخطوها أثناء المنافسة “أنا أعلم جيدًا لماذا أنافس فُلانًا، ولكن لماذا يريد فُلان منافستي؟”
طور حس الدعابة لديك
قد يتبخر ضغط العمل واحتدام المنافسة بدعابة واحدة بسيطة. تعلّم أن تضحك قليلًا عندما تخطئ واربط ذلك بإرادة قوية في معالجة الخطأ بسرعة. مزحة واحدة من القلب يمكن أن تجعل من منافسك الأشد صديقًا مقربًا، لذلك نحِّ العصبية جانبًا وكن خفيف الظل.
أظهر المنافسات الخفية
في بعض الأحيان لا تكون المنافسة واضحة للسوق، ويستطيع بعض أصحاب المشروعات إخفاء المنافسة بمهارة شديدة، وقد تبدو في بعض اللمسات الدقيقة التي يصعب التعرف عليها. ننصحك أن تترك ذلك النوع من المنافسات، لأنها أشد أنواع المنافسات إرهاقًا، وكذلك يمكن أن تكون غير ضرورية. إذا رأيت أحد منافسيك يحصل على حصة أكبر في السوق أو يطور أعماله تطويرًا كبيرًا، تجنب أن تكون الشخص الذي يستعمل المنافسة الخفية لإيذاء المنافس أو التقليل من شأنه، وابذل مجهودك الأكبر في تطوير نفسك بدلًا من ذلك.
أما إذا حصلت أنت على ترقية كبيرة، وشعرت بإضمار أحدهم لنوع من المنافسة، في تلك الحالة يمكنك توضيح كيف استطعت الوصول إلى هذه المكانة عبر العمل الجاد المستمر.
كن حاسماً مع المنافسات غير الشريفة
قد تصاب بإحباط كبير حين تجد الكثير من الغشاشين ومخالفي القواعد في مجالك بينما تحاول أنت الالتزام بالقوانين قدر الإمكان. قد يصيبك التعامل مع ذلك النوع من الناس ببعض الإرهاق. ولكن تجنب أن تستسلم لهذا النوع من المنافسين، بل عليك أن تتعامل معهم بحزم شديد. هناك بعض الآليات التي تمكنك من التعامل مع أمثال هؤلاء:
- إذا شعرت بأن هناك غشاشًا أو محتالًا ما داخل السوق، عليك طلب التحقق من ذلك فورًا.
- لا تتصرف من تلقاء نفسك، حتى في وجود الدليل القاطع. حاول دائمًا أن تصعِّد الأدلة إلى إدارة المنصات، ودعها تقرر ما يمكن فعله حيال ذلك.
- كن قدوة جيدة قبل كل شيء، لا تغش ولا تتغاضى عن الغش مهما حدث، لا يمكنك إيقاف كل أشكال الغش وحدك، لكن حاول قدر الإمكان أن تكون عائقًا أمام الغشاشين.
حافظ على بعض الخصوصية
حين تكون المنافسة شديدة بينك وبين الآخرين، ليس من مصلحتك أن تشارك كل المعلومات التي تملك. يمكن تقليل حدة المنافسة ومشاعر الغيرة بتقليل المعلومات المشاركة، فإذا كانت لديك نية في التطوير من نفسك مثلًا، أو في كسب المزيد من العملاء بطريقة ما، أو في إضافة مستثمرين إلى قائمتك، ننصحك بإبقاء هذه المعلومات بعيدة عن السوق قدر الإمكان، فقد يشعر منافسوك بالغيرة والغضب حين تظهر لهم تطوراتك في حين عجزوا هم عن الإتيان بمثلها.
احرص على بيئة عمل سليمة
يمكنك ببساطة التوقف عن إبداء المنافسة للآخرين، وبدلًا من ذلك، اعمل على إظهار جانب التعاون لديك. فتح الباب لمشاركة الآخرين، حتى وإن لم يحدث، يجعل بيئة العمل أفضل بكثير وأكثر قابلية للنمو. سيخلصك ذلك من الضغوطات والتفكير الزائد في كيفية قهر المنافسين طوال الوقت.