ربما يظن بعض الشباب أن نجاح رجال الأعمال يتعلق بصفات خاصة ليس في يدِ جميع الناس أن يتعلموها، وقد يظن آخرون أن رجل الأعمال الناجح يولد ناجحًا لا يحتاج إلى تطوير ذاته في كل لحظة، وكل ذلك خاطئ تمامًا؛ لأن رجل الأعمال الناجح يتعلم من الخطأ ويبني معرفته وخبرته بصورة تراكمية حتى يصل إلى ذروة النجاح.
يخبرنا هؤلاء الذين تمرسوا في ذلك المجال وأشرفوا على مشروعات ضخمة، أن الأمر يتعلق بعدد من المهارات والممارسات التي تعلموها عن طريق تكرار الخطأ وطول التجربة.
وينبغي على كل من يأمل في النجاح أن يتعلم من تلك الأخطاء حتى يتجنبها، لكي يوفر على نفسه الكثير من الوقت والمال والمجهود. إليك بعض هذه النصائح كخلاصات تجارب لرجال أعمال حققوا نجاحات عظيمة.
الاعتقاد بالمعرفة المطلقة
على رجل الأعمال الذي يأمل أن يصير ناجحًا أن يتفهم أن معرفته بالأمور ليست دائمًا تامة بل تحتاج إلى المراجعة والتدقيق، وينبغي أن يدفعه ذلك لمشورة أهل الاختصاص والمستشارين وعدم الركون إلى آرائه الشخصية وأهوائه.
ومعرفة تلك النقطة تدفع رجل الأعمال دائمًا أن يعمل على تحفيز هؤلاء الذين يعملون معه على إيجاد الأفكار الجديدة، وأن يفتح أمامهم باب المناقشة وطرح الآراء وتبادل الخبرات.
فقد يجد رجل الأعمال عند الآخرين فكرة بسيطة تضئ له طريقًا بأكمله، وقد يجد عندهم تعديلات ومقترحات على أفكاره التي كان يظنها مكتملة.
عدم التواصل
التواصل بين العاملين هو روح العمل، فبدون تشجيع رجل الأعمال للموظفين يصبح العمل مملًا وخاليًا من المتعة وغير متناغم، وسرعان ما تذوي هذه الأعمال وتفشل. وحين نراجع الأسباب نجدها لا تتعلق بخطة العمل، ولا التصورات المادية، بقدر ما تتعلق بفساد بيئة العمل. ويرجع ضعف التواصل ما بين رجل الأعمال والموظفين إلى افتقاره إلى مهارات التواصل الجيدة، فلا يمكن تخيل أن فريقًا يعمل على مشروع سيصل إلى نتيجة جيدة بغير تواصل جيد، لهذا يجب على رجال الأعمال أن يتعلموا كيفية تحفيز الموظفين وتشجيعهم واستخراج أفضل إمكاناتهم.
عدم تحديد الأهداف
رجل الأعمال الناجح ليس شخصًا عشوائيًا، وليس شخصًا عبثيًا، بل يجب أن تكون أهدافه واضحة، سواء الأهداف القصيرة من المشروع الواحد أو الأهداف العامة من الكيان الذي يبنيه وينميه على مدار الزمن، من المهم أن تكون خطة العمل واضحة بكل تفاصيلها لكل العاملين عليها، ذلك لأن عدم وضوح الخطة يؤدي إلى خلق بيئة غير متناغمة قد تؤدي إلى فشل المشروع.
التعجيل بإيجاد الموظفين
قد يؤدي ضغط العمل وزيادة الطلب واحتياج رجل الأعمال إلى موظفين دائمين إلى توظيف مَنْ ليس بشخص كفء؛ وتوظيف الشخص الخاطئ قد يقتل العمل بالكامل، فالشخص غير المناسب قد يكون غير متفاعل، غير مؤثر، وغير منتج، وكذلك قد يستهلك الكثير من الوقت لكي يصبح فقط عاديًا، مما قد يؤثر على أداء الفريق بالكامل.
ينتقي رجل الأعمال الناجح موظفيه بعناية شديدة، حتى ولو تطلب ذلك بعض الوقت في سبيل إيجادهم، وأن يختار الموظفين بناء على معايير محددة مسبقًا تخدم غرض الشركة ومشروعاتها.
التوقف عن التفويض
بعض رجال الأعمال يجدون التفويض أمرًا صعبًا للغاية، ذلك لأنهم يشكون كثيرًا في قدرة العاملين لديهم على الخروج بأداء مشابه لأدائهم الشخصي. وتلك مشكلة كبرى، ذلك لأن عدم التفويض يؤدي إلى تراكم شديد للمهام، وبذلك يصبح رجل الأعمال مثقلًا ومضغوطًا وبالكاد يؤدي ما عليه، وهو ما ينتج عنه تفضيل الحلول السريعة، غير المكلفة غير الإبداعية فقط للتخلص من الضغط.
وتكمن مشكلة عدم التفويض أيضًا في أنه عندما يحاول رجل الأعمال مرارًا وتكرارًا حمل كل الأعباء وحده، يجد أن الوقت المتاح له لإعادة النظر في المهام وتقييم الأداء أصبح أقل، وكذلك يجد أن قدرة الآخرين على تفهم رؤيته الخاصة للمشروعات تقل، لا بأس أن يحاول رجل الأعمال من حين لآخر مشاركة الموظفين الجيدين جزءًا من أعماله الشخصية بغرض تدريبهم على حمل أعباء العمل.
الخوف من المبادرة
على رجل الأعمال أن يكون مغامرًا، مبادرًا، فبغير ذلك لن يتطور، عند البقاء دائمًا في موقف انتظار حدوث المشاكل ثم اتخاذ ردود الأفعال يعيقه ذلك عن توقع المشكلات المستقبلية والتجهيز لها من البداية، إذ أنه لا يتعامل مع المشكلات سوى بعد أن تحدث، وذلك يعيقه عن النظر إلى المستقبل، عدم التطلع إلى المستقبل يحرم رجل الأعمال من العديد من الفرص الذهبية، ربما تكون قدرة رجل الأعمال على التفاعل مع ما يحدث في بيئة العمل أمر جيد، ولكن قدرته أيضًا على استشراف المستقبل والتطلع أهم بكثير وأدوم لنجاحه.
التغاضي عن النصيحة
رجل الأعمال الفاشل يثق فيما يفعله بنسبة مئة بالمئة ولا يحتاج إلى نصيحة وإرشاد الآخرين ممن يعملون معه، قد يتجاهل نصيحة الآخرين وآرائهم ظنًا منه أن آراءه الشخصية بلغت الكمال، وأن إجاباته تكفي كل سؤال يطرأ على باله.